الاثنين، 6 يونيو 2011

لـلـشاعر : إيليا أبو ماضي


قـال : " الـسـمـاء كئيبة ! " وتجهما

قلت : ابتسم يكفي التجهُم في السما !
...
قال : الصبا ولى ! فقلت له : ابتسم

لــن يُـرجـع الأسـفُ الـصِـبـا الـمـتـصـرمـا

قال : التي كانت سمائي في الهوى

صـارت لـنـفـسـي فـي الـغـرام جـهـنـمـا

خـانـت عـهـودي بـعـدمـا مـلـكـتُـهـا

قـلـبـي ، فـكـيـف أُطـيـقُ أن أتـبـسـمـا !

قـلـتُ : ابتسم و اطرب فلو قارنتها

قــضــيــت عــمــرك كــلــه مــتــألــمــا !

قـال : الـتـجـارة فـي صـراع هائل

مـثـل الـمـسـافـر كـاد يـقـتـلـهُ الـظـمَـا

أو غــادةٍ مـسـلـولـةٍ مـحـتـاجـةٍ

لـدمٍ ، وتـنـفـث كـلـمـا لـهـثـت دمــا !

قلت : ابتسم ما أنت جالب دائها

وشِـفـائـهـا ، فـإذا ابـتـسـمـت فـربمـا

أيـكـونُ غـيـركَ مجرماً ، و تبتُ فـي

وجَـلٍ كـأنـك أنـتَ صـرتَ الـمـُجـرمـا ؟

قال : العِدى حولي عَلَت صيحاتُهُم

أَأُسَـرُّ و الأعـداءُ حـولـي في الحِمى ؟


قلتُ : ابتسم ، لم يطلبوك بذمهم

لـو لـم تَـكُـن مـنـهـم أجـلَّ و أعـظـمـا !

قـال : المواسمُ قـد بَدَت أعلامُها

وتعـرّضت لـي فـي الـمـلابـس و الدُّمى

وعــلــيَّ لــلأحــبــاب فــرضُ لازمُ

لــكــنّ كــفِّــي لـيـس تـمـلـكٌ درهـمـا

قلتٌ : ابتسم ، يكفيكَ أنك لم تزل

حـيًّ ، و لـسـت مـن الأحـبَّـةِ مُعدما !

قـال : الـلـيـالـي جرَّعتني علقماً

قلتٌ : ابتسم و لـئـن جـرعـتَ العلقما

فـلـعـلَّ غـيـرَكَ إن رآكَ مـرنِّـمــاً

طَــرَحَ الــكــآبــةَ جــانــبــاً و تــرنَّــمــا

أَتُـراكَ تـغـنـمُ بـالـتـبُّـرم درهـمـاً

أم أنـتَ تـخـسـرٌ بـالبشاشةِ مغنما ؟

يا صاح ، لا خَطَرُ على شَفتيك أن

تـتـثـلَّـمـا ، و الـوجـهِ أن يـتـحـطَّـمـا

فاضحك فإن الشّهبَ تضحكُ و الدُّجَى

مـتـلاطَـمُ ، ولـذا نـحـبُّ الأنـجُـمـا !

قال : البشاشةُ ليس تُسعِدُ كائناً

يـأتـي إلـى الـدنـيـا و يـذهـبُ مُرغَما

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق