الأحد، 18 سبتمبر 2011

ألا بذكر الله تطئن القلوب

كان هناك رجل يعيش في مزرعة بإحدى الجبال

مع حفيده الصغير
...
وكان الجد يستيقظ كل يوم في الصباح الباكر


ليجلس الى مائدة المطبخ ليقرأ القرآن

وكان حفيده يتمنى ان يصبح مثله في كل شيء

لذا فقد كان حريصا على أن يقلده في كل حركة يفعلها

وذات يوم سأل الحفيد جده:


يا جدي ، إنني أحاول أن أقرأ القرآن مثلما تفعل


ولكنني كلما حاولت أن أقرأه

أجد انني لا أفهم كثيرا منه

وإذا فهمت منه شيئاً فإنني

أنسى ما فهمته بمجرد أن أغلق المصحف

فما فائدة قراءة القرآن إذا؟

كان الجد يضع بعض الفحم في المدفأة

فتلفت بهدوء وترك ما بيده ثم قال:


خُذ سلة الفحم الخالية هذه واذهب بها إلى النهر

ثم ائتِني بها مليئة بالماء

ففعل الولد كما طلب منه جده

ولكنه فوجىء بالماء كله يتسرب من السلة قبل أن يصل إلى البيت

فابتسم الجد قائلاً له:

ينبغي عليك أن تسرع الي البيت في المرة القادمة يابني

فعاود الحفيد الكرَّة

وحاول أن يجري إلى البيت
ولكن الماء تسرب أيضاً في هذه المرة

فغضب الولد وقال لجده:

إنه من المستحيل أن آتيك بسلة من الماء

والآن سأذهب وأحضر الدلو لكي أملؤه لك ماءً

فقال الجد

لا، أنا لم أطلب منك دلواً من الماء

أنا طلبت سلة من الماء

يبدو أنك لم تبذل جهدا ًكافياً ياولدي

ثم خرج الجد مع حفيده ليُشرف بنفسه على تنفيذ


عملية ملء السلة بالماء

كان الحفيد موقناً بأنها عملية مستحيلة


ولكنه أراد أن يُري جده بالتجربة العملية

فملأ السلة ماء ثم جرى بأقصى سرعة إلى جده ليريه

هو يلهث قائلاً:

أرأيت؟ لافائدة


فنظر الجد إليه قائلا:


أتظن أنه لا فائدة مما فعلت؟


تعال وانظر إلى السلة


فنظر الولد إلى السلة

وأدرك للمرة الأولى أنها أصبحت مختلفة

لقد تحولت السلة المتسخة بسبب الفحم


إلى سلة نظيفة تماما ً من الخارج والداخل


فلما رأى الجد الولد مندهشاً ، قال له:

هذا بالضبط ما يحدث عندما تقرأ القرآن الكريم

قد لا تفهم بعضه


وقد تنسى ما فهمت أو حفظت من آياته

ولكنك حين تقرؤه


سوف تتغير للأفضل من الداخل والخارج


اللهم اجعل القرآن العظيم ربيع قلبي ونور صدري وجلاء همي وذهاب حزني

آمين
.

الجمعة، 9 سبتمبر 2011



عاقب رجلٌ ابنته ذات الثلاثة أعوام لأنها اتلفت لفافة من ورق التغليف الذهبية.

فقد كان المال شحيحاً و استشاط غضباً حين رأى الطفلة تحاول أن تزين إحدى العلب
...بهذه اللفافة لتكون على شكل هدية
...
على الرغم من ذلك ,
أحضرت الطفلةُ الهديةَ لأبيها بينما هو جالس يشرب قهوة الصباح,

وقالت له: " هذه لك, يا أبتِ!! "

أصابه الخجل من ردة فعله السابقة,
ولكنه استشاط غضباً ثانية عندما فتح العلبة و اكتشف أن العلبة فارغة.

ثم صرخ في وجهها مرة أخرى
قائلاً " ألا تعلمين أنه حينما تهدين شخصا هدية, يفترض أن يكون بداخلها شئ ما؟"

ثم ما كان منه إلا أن رمى بالعلبة في سلة المهملات

ودفن وجهه بيديه في حزن.
عندها ,نظرت البنت الصغيرة إليه وعيناها تدمعان

و قالت " يا أبي إنها ليست فارغة, لقد وضعت الكثير من القُبَل بداخل العلبة.

وكانت كل القبل لك يا أبي .. تحطم قلب الأب عند سماع ذلك.

و راح يلف ذراعيه حول فتاته الصغيرة, و توسل لها أن تسامحه.

فضمته إليها و غطت وجهه بالقبل. ثم أخذ العلبة بلطف من بين النفايات
وراحا يصلحان ما تلف من ورق الغلاف المذهب

وبدأ الأب يتظاهر بأخذ بعض القبلات من العلبة ..
فيما ابنته تضحك و تصفق وهي في قمة الفرح.

استمتع كلاهما بالكثير من اللهو ذلك اليوم ،،

و أخذ الأب عهداً على نفسه أن يبذل المزيد من الجهد للحفاظ على علاقة جيدة بابنته,

وقد فعل ،،،
ازداد الأب و ابنته قرباً من بعضهما مع مرور الأعوام.
كبرت البنت و تزوجت وسافرت بعيدا عن أبيها

وكلما شعر الأب بالإحباط,
كان يأخذ من تلك العلبة قبلة خيالية و يتذكر ذلك الحب غير المشروط من ابنته التي وضعت تلك القبل هناك

كل واحد منا كبشر,
قد أعطي وعاءاً ذهبياً قد مُلأ بحبٍ غير مشروط من أصدقائنا و أهلنا و أقاربنا

وما من شئ أثمن من ذلك يمكن أن يملكه أي إنسان

فاذا كان لديك علبة مثلها

فاخرج علبتك واستمتع بما فيها عندما تشعر بالوحدة و الإحباط

وإن لم يكن لديك واحدة .. فلا تحزن فالوقت مازال متاحاً لك ،، كى تشترى علية و تلفها بأجمل الأغلفة
وتعطيها لكل من يشعرك بالامل و يضع بسمة على وجهك

فأنت تستحق مثل هذه الحياة

الخميس، 1 سبتمبر 2011

ان لابنــــك عليك حق


دخل الطفل على والده الذي أنهكه العمل, فمن الصباح إلى المساء وهو يتابع مشاريعه ومقاولاته, فليس عنده وقت للمكوث في البيت إلا للأكل أو النوم.

الطفل/ لماذا يا أبي لم تعد تلعب معي وتقول لي قصة, فقد اشتقت لقصصك واللعب معك, فما رأيك أن تلعب معي اليوم قليلاً وتقول لي قصة؟


الأب/ ياولدي أنا لم يعد عندي وقت للّعب وضياع الوقت, فعندي من الأعمال الشيء الكثير ووقتي ثمين
.
الطفل/ أعطني فقط ساعة من وقتك, فأنا مشتاق لك يا أبي.
الأب/ يا ولدي الحبيب أنا أعمل وأكدح من أجلكم, والساعة التي تريدني أن
أقضيها معك أستطيع أن أكسب فيها ما لا يقل عن 100 ريال, فليس لدي وقت لأضيعه معك, هيا اذهب والعب مع أمك.

تمضي الأيام ويزداد انشغال الأب وفي إحدى الأيام يرى الطفل باب المكتب مفتوح فيدخل على
أبيه.

الطفل/ أعطني يا أبي خمسة ريالات.
الأب/ لماذا؟ فأنا أعطيك كل يوم فسحة(5)ريالات, ماذا تصنع بها؟ هيا أغرب عن وجهي, لن أعطيك الآن شيئاً.

يذهب الابن وهو حزين, ويجلس الأب يفكر في ما فعله مع أبنه, ويقرر أن يذهب إلى غرفته لكي يراضيه, ويعطيه الـخمسة ريالات.


فرح الطفل بهذه الريالات فرحاً عظيماً, حيث توجه إلى سريره ورفع وسادته, وجمع النقود التي تحتها, وبدأ يرتبها!


عندها تساءل الأب في دهشة, قائلاً:
كيف تسألني وعندك كل هذه النقود؟

الطفل/ كنت أجمع ما تعطيني للفسحة, ولم يبق إلا خمس ريالات لتكتمل المائة, والآن خذ يا أبي هذه المائة ريال وأعطني ساعة من وقتك؟

بر ابنك كي تكافئ بالمثل

اين ستهرب من الله


أقبل رجل إلى إبراهيم بن أدهم ..فقال: يا شيخ .. إن نفسي .. تدفعني إلى المعاصي .. فعظني موعظة!

فقال له إبراهيم: إذا دعتك نفسك إلى معصية الله فاعصه .. ولا بأس عليك ..
....ولكن لي إليك خمسة شروط
قال الرجل: هاتها!

قال إبراهيم : إذا أردت أن تعصي الله فاختبئ في مكان لا يراك الله فيه!
فقال الرجل: سبحان الله ..كيف أختفي عنه ..وهو لا تخفى عليه خافية!
فقال إبراهيم: سبحان الله .. أما تستحي أن تعصي الله وهو يراك ..
فسكت الرجل ..ثم قال: زدني!
فقال إبراهيم: إذا أردت أن تعصي الله .. فلا تعصه فوق أرضه
فقال الرجل: سبحان الله .. وأين أذهب .. وكل ما في الكون له!
فقال إبراهيم: أما تستحي أن تعصي الله .. وتسكن فوق أرضه ؟
قال الرجل: زدني!
فقال إبراهيم: إذا أردت أن تعصي الله .. فلا تأكل من رزقه
فقال الرجل: سبحان الله ..وكيف أعيش .. وكل النعم من عنده!
فقال إبراهيم: أما تستحي أن تعصي الله .. وهو يطعمك ويسقيك .. ويحفظ عليك قوتك ؟
قال الرجل: زدني!
فقال إبراهيم : فإذا عصيت الله.. ثم جاءتك الملائكة لتسوقك إلى النار ...فلا تذهب معهم!!
فقال الرجل: سبحان الله ..وهل لي قوة عليهم .. إنما يسوقونني سوقاً!!!!!
فقال إبراهيم: فإذا قرأت ذنوبك في صحيفتك .. فأنكر أن تكون فعلتها!
فقال الرجل: سبحان الله .. فأين الكرام الكاتبون ...والملائكة الحافظون .. والشهود الناطقون ثم بكى الرجل .. ومضى