الأربعاء، 10 أكتوبر 2012

رحمة الله بعبده



هبت عاصفة شديدة على سفينة في عرض البحر فأغرقتها
ونجا بعض الركاب
منهم رجل أخذت الأمواج تتلاعب به
حتى ألقت به على شاطئ جزيرة مجهولة و مهجورة
ما كاد الرجل يفيق من إغمائه و يلتقط أنفاسه
حتى سقط على ركبتيه و طلب من الله المعونة والمساعدة

و سأله أن ينقذه من هذا الوضع الأليم
مرت عدة أيام كان الرجل يقتات خلالها من ثمار الشجر
و ما يصطاده من أرانب،و يشرب من جدول مياه قريب و ينام في كوخ صغير
بناه من أعواد الشجر ليحتمي فيه من برد الليل و حر النهار
و ذات يوم، أخذ الرجل يتجول حول كوخه قليلا ريثما ينضج طعامه
الموضوع على بعض أعواد الخشب المتقدة
و لكنه عندما عاد فوجئ بأن النار التهمت كل ما حولها
فأخذ يصرخ :
لماذا يا رب ؟!! ، حتى الكوخ احترق
لم يعد يتبقى لي شيء في هذه الدنيا و أنا غريب في هذا المكان
والآن أيضاً يحترق الكوخ الذي أنام فيه
لماذا يا رب كل هذه المصائب تأتى عليَّ ؟!!
و نام الرجل من الحزن و هو جائع
و في الصباح كانت هناك مفاجأة في انتظاره
إذ وجد سفينة تقترب من الجزيرة و تنزل منها قارباً صغيراً لإنقاذه
أما الرجل فعندما صعد على سطح السفينة أخذ يسألهم كيف وجدوا مكانه ؟!!
فأجابوه :
" لقد رأينا دخاناً ، فعرفنا أن شخصاً ما يطلب النجدة "
فسبحان من علِم بحاله ورآى مكانه
سبحانه مدبر الأمور كلها من حيث لا ندري ولا نعلم
*إذا ساءت ظروفك فلا تخف ~..
فقط ثِق بأنَّ الله.... له حكمة... في كل شيء... يحدث لك.. وأحسن الظن به

وعندما يحترق كوخك ، اعلم أن الله
يسعى لإنقاذك ، بالوسلية التي يختارها لك.




الأربعاء، 25 أبريل 2012

عازف كمان ....


في صباح أحد الأيام الباردة من شتاء يناير عام 2007 م،وفي إحدى محطات المترو في العاصمة واشنطن ،وقف أحد الشباب الأمريكان معتمرا” قبعته يعزف على آلته الفيولين، كان يعزف قطعة موسيقية جميلة ومميزة للموسيقار الشهير باخ،ظل يعزف تلك القطعة لمدة ساعة من الزمن، وأثناء تلك الفترة مر من المكان ألفي شخص ،الغالبية منهم في طريقه إلى العمل، ترى ماذا حدث أثناء تلك الفترة؟! دعونا نحلل ونرى بالدقائق ماذا حدث تماما”…

بعد مرور ثلاث دقائق من العزف…

مر شخص في منتصف العمر وأبطئ من حركته حتى توقف تماما” ليستمع لهذا الشاب العازف،إستمر على حاله تلك لمدة دقيقة واحدة فقط ثم مضى في حال سبيله…

بعد مرور ستة دقائق…

تلقى العازف الشاب أول دولار على عرقه و تعب جبينه ،حيث رمت إحدى السيدات دولارا” في قبعته ،حتى دون أن تتوقف لتستمع لموسيقاه…لقد رمت الدولار وإستمرت في طريقها…

بعد مرور عشر دقائق…

أحد الشباب إستند إلى الحائط بجوار الشاب العازف ليستمع إلى الموسيقى،قضى دقيقتين على حاله تلك ثم نظر إلى ساعته،وعاد إلى المشي ثانية…

بعد مرور خمسا” وأربعين دقيقة…

توقف طفل يبلغ من العمر ثلاث سنوات ليستمع إلى الشاب،ولكن أمه جذبته من يده ليكمل سيره ،بيد أن الطفل ظل ينظر للخلف بإتجاه الشاب معجبا” بموسيقاه،وتكرر هذا المشهد كثيرا”حيث كان الأطفال هم أكثر فئة إنتبهت لهذا الشاب،وكان والديهم دائما” يمنعونهم من التوقف والإستماع.

عند الدقيقة الستين…

إستمر العازف الشاب في العزف على آلته وكان مجموع من توقف ليستمع له هو ستة أشخاص فقط!!! وطبعا”لفترة قصيرة (دقيقتين إلى خمس دقائق)، وهناك أيضا” عشرون شخصا” آخر تبرعوا بالنقود للعازف،وهم لم يكلفوا أنفسهم عناء التوقف للإستماع ،فقد تبرعوا بالنقود ومضوا في حال سبيلهم…

في نهاية الساعة…

توقف العازف الشاب عن العزف ونظر حوله، كأنه كان ينتظر من أحد من المارة أن يقول له كلمة شكر…!!! لكن أحدا” ما لم يعره أي إهتمام، إلتقط قبعته من على الأرض وكان بها إثنان وثلاثون دولارا” فقط !!! لم يحاول أحد أن يشكره أو يثني على مجهوده ،فذهب في حال سبيله.

عزيزي القارئ قد يتبادر إلى ذهنك و للوهلة الأولى أن الموقف عادي وطبيعي جدا”،و لكن إليك هذه المفاجأة التي لم يتوقعها أحد، لقد كان الشاب العازف هو جوشوا بيل ،وهو واحد من أفضل عازفي الفيولين في العالم!!! ولم يكن يعزف على آلة عادية إن آلة الفيولين التي كان يعزف عليها تقدر قيمتها بثلاثة ونصف مليون دولار !!! والمقطوعة التي كان يعزفها مقطوعة شهيرة لباخ و هو واحد من أعظم الموسيقيين على مر التاريخ!!! والغريب في المسألة أنه قبل يومين فقط من هذا الحدث،أقام جوشوا حفلة على المسرح لنفس المقطوعة ،وقد بيعت تذاكرها كاملة ،وكان متوسط سعر التذكرة هو 100 دولارا” فقط!!! هل تصدقون ذلك؟!!

هذا العزف على الشارع كان بالإتفاق بين العازف و صحيفة الواشنطن بوست،كجزء من تجربة إجتماعية أجرتها الصحيفة بعنوان: ( الإدراك : أيهما أهم التذوق الفني أم أولويات الناس) ،و خلصت الصحيفة إلى إستنتاج ثلاثة أسئلة من التجربة:

1) في الجو العام و في الساعة غير المناسبة ،هل تدرك وتقدر الجمال الفني؟

2) إذا كانت الإجابة عن السؤال الأول بنعم،هل تتوقف لتقدره؟

3) هل ممكن أن ندرك المواهب ونقدرها إذا وضعت في غير مكانها؟!



هناك أيضا” نتيجة واحدة خلصت إليها الصحيفة بإحتمال واحد فقط:

إذا لم يكن لدينا الوقت للحظات للتوقف والإستماع إلى واحد من أفضل الموسيقيين في العالم،وهو يعزف أفضل الألحان على واحدة من أفضل وأغلى الآلات في العالم.فكم من الأشياء الجميلة التي تفوتنا في حياتنا دون الإنتباه إليها،أثناء هرولتنا وراء أرزاقنا في الحياة؟!!

نستنتج من ذلك أن كل واحد منا يملك موهبة ما ،وكل ما علينا فعله هو إختيار الزمان والمكان المناسبين لطرح هذه الموهبة وكذلك إيصالها إلى الناس المناسبين الذين يقدرون هذه الموهبة ،فالمواهب حولنا في كل مكان لكننا لا و لن نقدرها حقا” إذا لم توضع في مكانها الملائم وجاءت في وقتها المناسب

الأربعاء، 4 أبريل 2012

مشكلة في السمع ....

يحكى بأن رجلاً كان خائفاً على زوجته بأنها لا تسمع جيداً وقد تفقد سمعها يوماً ما.
...فقرر بأن يعرضها على طبيب أخصائي للأذن.. لما يعانيه من صعوبة القدرة على الاتصال معها.
وقبل ذلك فكر بأن يستشير ويأخذ رأي طبيب الأسرة قبل عرضها على أخصائي.

قابل دكتور الأسرة وشرح له المشكلة، فأخبره الدكتور بأن هناك طريقة تقليدية لفحص درجة السمع عند الزوجة وهي بأن يقف الزوج على بعد 40 قدماً من الزوجة ويتحدث معها بنبرة صوت طبيعية


إذا استجابت لك وإلا أقترب 30 قدماً،
إذا استجابت لك وإلا أقترب 20 قدماً،
إذا استجابت لك وإلا أقترب 10 أقدام وهكذا حتى تسمعك

وفي المساء دخل البيت ووجد الزوجة منهمكة في إعداد طعام العشاء في المطبخ،
فقال الآن فرصة سأعمل على تطبيق وصية الدكتور.
فذهب إلى صالة الطعام وهي تبتعد تقريباً 40 قدماً

ثم أخذ يتحدث بنبرة عادية وسألها

"يا حبيبتي..ماذا أعددت لنا من الطعام".. ولم تجبه..!!

ثم أقترب 30 قدماً من المطبخ وكرر نفس السؤال:
"يا حبيبتي..ماذا أعددت لنا من الطعام".. ولم تجبه..!!

ثم أقترب 20 قدماً من المطبخ وكرر نفس السؤال:
"يا حبيبتي..ماذا أعددت لنا من الطعام".. ولم تجبه..!!

ثم أقترب 10 أقدام من المطبخ وكرر نفس السؤال:
"يا حبيبتي..ماذا أعددت لنا من الطعام".. ولم تجبه..!!

ثم دخل المطبخ ووقف خلفها وكرر نفس السؤال:
"يا حبيبتي..ماذا أعددت لنا من الطعام".

فقالت له ……."يا حبيبي للمرة الخامسة أُجيبك… دجاج بالفرن".


(إن المشكلة ليست مع الآخرين أحياناً كما نظن.. ولكن قد تكون المشكلة معنا نحن

الأربعاء، 22 فبراير 2012

الإناء المشروخ ....





هذه قصه امرأه مسنه...كان لديها انائين كبيرين تنقل بهما المياه وتحملهما مربوطين بعمود خشبي على كتفيها...وكان احد الانائين به شرخ والأخر بحاله تامه ولا ينقص منه شئ من الماء....وفي كل مرة كان الاناء المشروخ يصل الى نهايه المطاف من النهر الى المنزل وبه نصف كميه الماء فقط...
ولمده سنتين كاملتين كان هذا يحدث مع السيده الصينيه...حيث تصل المنزل بإناء واحد ونصف...وبالطبع كان الاناء السليم مزهوا بعمله...بينما كان المشروخ محتقرا لنفسه...لعدم قدرته وعجزه...عن اتمام ما هو متوقع منه...
فما هو الا اناء...وفي يوم من الايام..وبعد سنتين من المراره والاحساس بالألم...والفشل...تكلم هذا المشروخ مع السيده قائلا:..انا خجل جدا من نفسي لأني عاجز ولدي شرخ يسرب المياه على الطريق الى المنزل...
فابتسمت العجوز وقالت:..الم تلاحظ الزهور التي ع جانب الطريق..من ناحيتك انت...وليست ع الجانب اللآخر...انا اعلم تماما عن الماء الذي يفقد منك...ولهذا الغرض غرست الزهور ع طول الطريق..من جهتك...حتى ترويها في طريق عودتك...ولمده سنتين متواصلتين...قطفت من تلك الزهور...لأزين بها منزلي..مالم تكن انت بما انت فيه...ما كان ان اجد لي هذا الجمال يزين منزلي.....كل منا لديه ضعفه...لكن شروخاتنا وضعفاتنا تضع حياتنا معا بطريقه عجيبه وممثيره...علينا ان نتقبل انفسنا....ان نتقبل بعضنا بما نحن فيه...وللننظر الى ما هو حسن لدينا......