السبت، 30 يوليو 2011

قصـــــــــة فيهــــــــا حكمــــــــة رائعـــــــــة جـــــــــداً...



وقــــــــف أستـــــــــاذ الفلسفــــــة أمــــــام تلاميـــــــــذه وعلــــــى غيـــــــر عادتـــــه فلقــــــد أحضـــــــر معــــــه هــــــــذه المـــــــــرة بعــــــــض الأوانـــــي والاكيـــــــــــاس

أحضـــــــــر معـــــــــه وعــــــــاء زجاجيـــــــا كبيـــــــرا كالـــــــذي يستخـــــــــدم فـــــي حفــــــظ المخلـــــــــلات
...
وكـــــــــــرات الجولــــــف وأكيـــــــــاس أخــــــــــــرى.

وكوبــــــــــا كبيـــــــرا مــــــــن القهـــــــوة الساخنـــــــة إحتســــــــى منـــــــه بضـــــــع جرعــــــــــات،

وعنـــــــدما حــــــــــان وقـــــــــت الـــــــــدرس لـــــــــم يتفــــــــوه الاستــــــــــاذ بكلمــــــة بــــــــل بــــــــدأ بالعمــــــــل فـــــــــــي صمـــــــــــت.

أخــــــذ كـــــــــــرات الجولـــــــف ومــــــــلأ بهــــــــا الوعــــــــاء الزجاجــــــي

وســـــــــأل تلاميـــــــذه الذيــــــــن كانــــــــــوا ينظـــــــــرون إليـــــــه بدهشــــــــــة وإستغـــــــــراب: "هـــــــل الزجاجـــــــــــة مملــــــؤة الآن؟"

فأجابـــــــــوا جميعــــــا: "نعـــــــم وعلــــــــى الآخــــــــر"

ثــــــــم أخـــــــــذ كيســـــــــا آخـــــــــر بـــــــــه قطــــــــــع صغيـــــــــرة مــــــــن الحصــــــى.


وأفرغــــــــــه فـــــــــي الوعـــــــــــاء الزجاجــــــــــي مــــــــع رجـــــــه حتــــــــى يجـــــــــد الحصـــــــــى مكانــــــــــا لــــــــه بيــــــن كـــــــــرات الجولــــــــــــف.

وســــــــأل تلاميــــــــــذه مجـــــــــددا : " هــــــــل الزجاجــــــة مملــــــؤة الآن؟"

فأجابـــــــــــــوا جميعــــــــــا "نعــــــــــــــم هــــــــي مملـــــــــؤة"

ثــــــــــــم أخـــــــــذ كيســـــــا آخـــــــــــر بـــــــــــــه رمــــــــــل ناعـــــــــــم .

وأفـــــــــــــرغه فــــــــــــي الوعـــــــــــــاء الزجاجـــــــــــي مــــــــــــع رجــــــــــه رجـــــــــــا خفيفــــــــــــا حتــــــــــــى إمتـــــــــــلأت جميــــــــــع الفراغـــــــــــات بالرمــــــــــل الناعــــــــــم.

وســـــــــــأل تلاميــــــــــذه مــــــــــرة اخــــــــــــرى :"هـــــــــل الزجاجـــــــــــة مملــــــــــؤة الآن؟"

فأجابــــــــــــوا جميعــــــــــــا بلهفـــــــــــة "نعـــــــــم نعـــــــــــم"

إلتقــــــــــط بعدهـــــــــا الاستــــــــــاذ كــــــــــوب القهـــــــــوة وسكـــــــــب مـــــــــا بقـــــــــى بــــــــه داخــــــــــل الوعـــــــــاء الزجاجــــــــــي فتغلغـــــــل السائـــــــل فـــــــي الرمــــــــــل

فضحـــــــــــــــك التلاميــــــــــذ مندهشيــــــــــــن .

إنتظـــــــــر الاستــــــــــاذ حتـــــــــــــى توقــــــــــف الضحــــــك وحـــــــــل الصمـــــــــت ثـــــــــم أردف قائـــــــــلا:

"أريدكـــــــم أن تعرفـــــــــوا أن هــــــــــذا الوعــــــــــاء الزجاجـــــــــي يمثـــــــل الحيـــــــــــاة

حيــــــــــاة كــــــــــل واحــــــــد منكـــــــــم

كــــــــــرات الجولــــــــــف تمثـــــــل الاشيــــــــــاء الرئيســـــــــــة فــــــــي حياتنـــــــــا كالـــــــدين والاســـــــــرة والاطفــــــــال والمجتمـــــــع والاخــــــلاق والصحـــــــــة

هـــــــذه الاشيــــــــــاء التـــــــــي لــــــو ضــــــــاع كــــــــل شـــــــــيء آخـــــــــر غيرهــــــــا لاستمـــــــر الانســـــــان فــــــــي الحيــــــــــاة.

أمــــــــا قطــــــــع الحصـــــــــى فهــــــــي تمثـــــــل الاشيـــــــاء الاخـــــــــرى المهمــــــــة مثـــــــل الوظيفـــــــــة والسيــــــــارة والبيـــــــــت.

وأمــــــــــا الرمــــــــــل فهـــــــــو يمثـــــــــل كـــــــــــل الاشيـــــــــاء الصغيـــــــرة فـــــــــي حياتنــــــــا والتـــــــــى لا حصـــــــر لهـــــــــا.

فلــــــو أنكــــــم تملئــــــــون الوعــــــــاء الزجاجـــــــي بالرمـــــــــل قبــــــــــل وضــــــــع كــــــرات الجــــــــولف فلـــــــــن يكـــــــــون هنــــــــاك مجــــــــال لكـــــــرات الجولــــــف

ولــــــــن يجـــــــد الحصــــــــى مجـــــــــالا لـــــــــه بعـــــد إمتــــــــــلاء الوعـــــــــاء بالرمـــــــــل.

ونفـــــــــس الشــــــــــيء بالنسبـــــــــة للحصــــــــى

فلـــــــو أننــــــــا وضعنـــــــــاه فــــــي الوعـــــــــاء قبــــــــل كـــــــــرات الجولـــــــف فلــــــــن نجــــــــد مجــــــــالا لهــــــــــا.

وهـــــــــــذا ينطبـــــــــــق تمامــــــــــا علــــــــــى حياتنــــــــــــا

فلــــــــــو أننـــــــــــا شغلنــــــــا انفسنـــــــــا فقـــــــــط بالاشيــــــــــاء الصغيرــــــــة فلـــــــــن نجـــــــــد طــــــــاقة للأمـــــــــور الكبيــــــــــرة والمهمــــــــــة فــــــــي حياتنـــــــــا كالــــــــدين والاســـــــــرة والمجتمـــــــــع والصحـــــــــــة.

فعليكــــــــم بالاهتمـــــــــام بصحتكـــــــــم أولا والقيــــــــام بواجباتكــــــــم الدينيـــــــة وإهتمـــــــــوا بأسركــــــــم وأولادكــــــــم

ثــــــــم إهتمـــــــــــوا بالأمــــــــــور الاخــــــــــرى المهمـــــــــة كالبيـــــــــت والسيــــــــارة .

وبعــــــدها فقــــــط يأتــــــــي دور الاشيــــــــاء الصغيـــــــرة فـــــــي حياتنـــــــا كالموسيقــــــى والطــــــــرب واللهـــــــــو "

وكـــــــان الاستـــــــاذ علــــــــى وشـــــــك أن يلملــــــــم حاجياتـــــه عندمـــــا رفعـــــت إحــــــدى التلميــــــــذات يدهــــــــا لتســــــــــأل: "ومــــــاذا عــــــــن القهـــــــــوة يــــــــا أستــــــــاذ ؟"

"سعيـــــــد جـــــــدا بهـــــــــذا الســـــؤال " أجـــــــاب الاستــــــــاذ

""فمهمــــــا كانـــــــت حياتــــــــك حافلــــــة ومليئــــــة بالاحـــــــداث فلابـــــد أن يكـــــــون فيهــــــــا متســــــــع لفنجــــــــان مــــــــن القهـــــــــوة مــــــــع صديـــــق أو حبيـــــــب

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق