السبت، 30 يوليو 2011

الخــــيال والحقـيقــــــــة

          

          كان هناك فتاة تعيش وحيدة مع انها محاطة بالكثيرين ولكنهم لم يشعروا بها ولا بوجودها ..... وكان لها صديق خيالي تحبه، تشكو له همها ، تشاركه لحظات حزنها وفرحها هو من يضحك معها ان ضحكت ، يمسح دموعها ان بكت ، يشعر بها دون ان تتكلم ، يشاركها كل تفاصيل يومها كان لها كل شئ وكل أحد ... حياتها بدونه عدم ...... وفي زحمة الحياه وصدفة ..... ظهر لها شخص ودون أن تشعر تسلل الى حياتها سكن ايامها تغلغل في ساعات يومها أحتل دقائق وثواني ساعاتها ..... لم تستنكر ظهوره المفاجئ في حياتها لما له من شبه كبير بصديقها الخيالي ..... يتكلم بكلماته، يتحرك بحركاته ، يستخدم مفرداته، يشعرها بنفس الشعور .... عندها أحست بالسعادة لأنها تكاد تلمس من بحثت عنه من سنين .... وكل يوم يمر يزداد حبها له وتعلقها به حتى أصبحت لا تتنفس الا بوحوده ولا يدق قلبها إلا بقربه بات لها كل ما تتمنى جعلها تشعر بأحاسيس لم تظن يوماً بأنها ستشعر بها أخذها الى عالم لم تظن انها ستزوه ذات يوم حلق بها عالياً فوق السحاب .... أهداها أجمل الأغاني وأحلى الكلمات ... ومن كثر سعدتها ظنت أنه حلم .... وفي كل مرة يؤكد لها انها في الحقيقة وأن سعادتها هذه لن تزول وأنه لن يتركها حتى لو أصبحت عجوز عمرها مئة عالم أطمئنت وأحست بالأمان معه .... قال لها سيكون لها حبة سكر تحلي ايام حياتها - وقتها لم تدرك المعنى المقصود - ففرحت كتيراً وعاشت معه اجمل ايام حياتها فتغيرت نظرتها للحياه احبت نفسها اكثر احبت كل شئ حولها .... حتى ملامح وجهها تغيرت أصبحت أجمل وأصغر ..... ولكن كالعادة كل ما هو جميل عمره قصير .... فقد كان عمر سعادتها قصير جداً أقصر مما كانت تظن ..... أفاقت ذات يوم بفس الموعد على أمل كل يوم باللقاء لكنه لم يظهر بحثت عنه فلم تجده .. تكلمه فلا يرد .. ترسل له الرسائل فلا يجيب .. ترى ماذا حدث قلقت عليه ترجته برسائلها ان يطمنها عنه ولكن لا مجيب .. عندها حزنت  .. وما زاد المها انها وجدت ما كان يكتبه لها بات يقوله لغيرها ... وأنه فقط غير الأحرف من ( ل) الى (ر) وهنا كانت صدمتها الكبرى .. وعندها أدركت انه قرر الخروج من حياتها ولن يعود لأنه جاء من أحتل وأخذ مكانها عنده .. فبكت وبكت وبكت وبكت حتى جفت دموع عينها ... وقررت ان لاتثق بالحقيقة وأن تعود للخيال كما كانت علها تجد عنده ما يواسيها ويخفف من ألمها ... وهنا كانت الصدمه الأخرى حيث لم تجد الخيال ايضاً فقد سرقت الحقيقه الخيال ... عنده ادركت انها من اللحظه ستعيش أقسى انواع الوحدة .. بلا حقيقة ولا حتى خيال ... وعندها أحست بمرارة الحقيقة وقسوتها وهشاشة الخيال وضعفه ... فأيقنت في تلك اللحظه ان لا تبحث عن الخيال في الحقيقة فكلاهما عالم منفصل واذا فعلت فستخسر ما تبحث عنه وتبقى وحييييييييداً للأبد وعندها ايقنت - عندما قال لها اني سأكون حبه سكر - ليس ليحلي الحياة بل ليذوب هرباً حياتها بسرعة ذوبان السكر.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق