الأربعاء، 10 أغسطس 2011

البسكويت المحروق





...عندما كنت صغيرا اعتادت أمي أن تحضر فطوراً مميزاً من وقت لآخر ومازلت أتذكر ليلة في تحديد ، بعد يوم طويل ومرهق في العمل ، في تلك الأمسية وبعد وقت طويل ، وضعت أمي طبقا من البيض والنقانق والبسكويت محروق للغاية على طاولة امام ابي
أتذكر أنني انتظرت لأرى ان كان أي شخص قد لاحظ ، ولكن كل ما فعله أبي كان التقاط بسكوتة والابتسام لأمي ثم سألني كيف كان يومي في المدرسة ، لا أذكر بالتحديد ما أخبرته تلك الليلة ، ولكني أذكر تماما كيف شاهدته يضع الزبدة والمربى على البسكويت و يأكل كل لقمة منه

عندما غادرت الطاولة في تلك الليلة أذكر أني سمعت أمي تعتذر لأبي عن البسكويت المحروق ، وكل ما قاله لها : عزيزتي أنا أحب البسكويت المحروق
في وقت لاحق من تلك الليلة ذهبت لأقبل أبي وأتمنى له ليلة سعيدة وسألته ان كان حقا قد أحب البسكويت المحروق فأخذني في حضنه و قال لي ، ان أمك واجهت يوما شاقا في العمل اليوم ،وأنها حقا متعبة ، بالاضافة الى أن القليل من البسكويت المحروق لن يضر أحداً ! فالحياة مليئة بأشياء وأناس غير مثاليين ، فأنا لست الأفضل في أي شيء تقريبا، وانا افعل اخطاءاً كثيرة أنسى أن اهنئ الناس في مناسباتهم الخاصة


ما تعلمته بمرور الزمن هو تعلم قبول أخطاء بعضنا البعض — واختيار أن نحيى اختلافات بعضنا البعض — هو واحد من أهم المفاتيح لإنشاء ونماء والمحافظة على العلاقات
:العبرة
هذه هي أمنيتي لك اليوم ، وهي أن تتعلم أن تأخذ الأجزاء الجيدة ، السيئة والقبيحة من حياتك و لكن ثق دائما بالله ، لأنه في النهاية هو الوحيد الذي بامكانه ان يمنحك علاقة يكون فيها البسكويت المحروق ليس المدمر لها
يمكننا ان نطبق هذا لأي علاقة ، في الحقيقة ، التفاهم هو الأساس لكل علاقة سواء كانت علاقة زوج وزوجته، او أب وابن ، وحتى الصداقة
لا تضع مفتاح سعادتك في جيب شخص آخر
بل احتفظ به في الجيب
!اذاً رجاءاً مرر لي بسكويت ، ونعم لا بأس بها ان كان محروق

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق