الأربعاء، 31 أغسطس 2011

زهور على الطريق



يحكى عن رجل كان يسكن مدينة كبيرة وفي كل يوم يتوجه إلى عمله

في إحدى المصانع كانت تحتاج الطريق للوصول إلى مكان عمله حوالي خمسون دقيقة .

وفي إحدى المحطات صعدت سيدة كانت دائماً تحاول الجلوس

بجانب النافذة كانت تفتح محفظتها ، وتخرج كيسا وتمضي السفر

وهي تقذف شيئاً من نافذة الباص .

كان هذا المشهد يتجدد كل يوم ،أحد المتطفلين سأل السيدة عن ماذا تقذف من نافذة الباص؟

أجابته : اقذف بذور .

قال الرجل بذور ماذا ؟

قالت بذور ورد ، لاني انظر من النافذة وأرى الطريق هنا فارغة .

ورغبتي إن أسافر وأرى الورود ذات الألوان الجميلة طيلة الطريق جميل تخيل

كم هو جميل ذلك المنظر .

قال لها متعجباً . ولكن البذور تقع على الرصيف وتهرسها المركبات والمشاة

وهل تظنين ان هذه الورود يمكنها إن تنمو على حافة الطريق .

قالت السيدة : يا بني أظن أن الكثيرمن هذه البذور سوف تضيع هدراً

ولكن بعضها ستقع على التراب وسيأتي الوقت الذي فيه ستزهر وهكذا يمكنهاإن تنمو.

قال الرجل : هذه البذور تحتاج إلى الماء لتنمو .

قالت السيدة : نعم ، إنا اعمل ما علي وهناك أيام المطر

اذا لم اقذف أنا البذور الزهور لايمكن لها إن تنمو .

قالت السيدة هذا الكلام وأدارت رأسها إلى النافذة وبدأت عملها كالمعتاد.

نزل الرجل من الباص وكان يدور بخلده إن هذه السيدة تتمتع بالقليل من الخرف .

مضى الوقت ... ويوم من الأيام وفي نفس مسلك الباص

جلس نفس الرجل بجانب النافذة ورفع بصره فرأى الورود التي تملئ الطريق على جانبيه

يــاه ،، كم من الورود ،، أنها كثيرة وما أجملها !!

أصبح الطريق جميلا يمتع الناظر ،، معطر ،، ملون ،، يزهو بالورود و الأزهار

تذكر الرجل السيدة الكبيرة السن التي كانت تنثر البذور .

وسأل عنها عند بائع التذاكر وأجابه بأنها قد توفيت اثر نزلة صدرية الشهر الماضي

عاد الرجل إلى مكانه وواصل النظر من خلال النافذة ممتعاً عيناه بمنظر الزهور الرائع

فكر الرجل في نفسه وقال : الورود تفتحت ماذا نفع السيدة الكبيرة السن ذاك العمل .

المسكينة ماتت ولم تتمتع بهذا الجمال .

وفي ذات اللحظة سمع الرجل ضحك طفلة في المقعد الذي أمامه

كانت تشير بحماس الى الطريق و تقول لأبيها : انظر يا ابي كم هو جميل الطريق

يا الهي .. كم تملأ الورود هذه الطريق

الان فهم الرجل ما كنت قد عملته السيدة الكبيرة .

حتى لو أنها لم تتمتع بجمال الزهور التي زرعتها فإنها سعيدة في النهاية.

لأنها قد منحت الناس هدية عظيمة .

وفي اليوم التالي جلس الرجل بجانب النافذة ومد يده لجيبه وقام ينثر بذور الورد بكل مكان حوله اثناء رحلته

انثر بدورك على الطريق تسعد غيرك

انثر بذور الحب في قلبك تسعدك وتسعد من حولك

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق